اخبار الخليج / اخبار الامارات

أسرار النوم: بين الأحلام الهادئة والكوابيس المرعبة.. علماء يكشفون ما يحدث خلف أبواب اللاوعي

الثلاثاء 11 فبراير 2025 02:39 مساءً - متابعة- بتول ضوا

النوم هو ذلك العالم الغامض الذي نلج إليه كل ليلة، حاملين معنا هموم اليوم وأحلام الغد. لكن ما يحدث أثناء النوم يظل لغزًا يحير العلماء ويثير فضول البشر. بين الأحلام الهادئة التي تمنحنا الراحة، والكوابيس المرعبة التي توقظنا في منتصف الليل، يختبئ عالم واسع من الأسرار التي بدأ العلم في كشفها حديثًا.

الأحلام هي تلك الحكايات التي ينسجها العقل أثناء نومنا، وهي ليست مجرد صور عشوائية، بل تعكس أحيانًا مخاوفنا، آمالنا، وحتى ذكرياتنا المنسية. وفقًا لعلماء النفس، الأحلام هي طريقة العقل لمعالجة المعلومات اليومية، حيث يقوم بفرز الذكريات وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى. وقد أظهرت الدراسات أن الأحلام تحدث بشكل رئيسي خلال مرحلة “حركة العين السريعة” (REM)، وهي المرحلة التي يكون فيها الدماغ نشطًا بشكل كبير.

على الجانب الآخر، تأتي الكوابيس لتعكر صفو راحتنا. هذه الأحلام المزعجة غالبًا ما تكون مرتبطة بالتوتر، القلق، أو الصدمات النفسية. يعتقد العلماء أن الكوابيس قد تكون آلية دفاعية للعقل، تساعدنا على مواجهة المخاوف في بيئة آمنة. ومع ذلك، عندما تصبح الكوابيس متكررة، فقد تشير إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

مع تطور التكنولوجيا، أصبح العلماء قادرين على دراسة النوم بشكل أعمق. باستخدام تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وتخطيط موجات الدماغ (EEG)، تمكن الباحثون من مراقبة نشاط الدماغ أثناء النوم. هذه الدراسات كشفت أن النوم ليس مجرد حالة من الراحة، بل هو عملية نشطة تلعب دورًا حيويًا في صحة العقل والجسم. على سبيل المثال، النوم الكافي يساعد على تعزيز الجهاز المناعي، تحسين الذاكرة، والحفاظ على الصحة النفسية.

على مر التاريخ، حاول البشر تفسير الأحلام، من خلال الأساطير، الدين، وحتى الفن. اليوم، يقدم العلم تفسيرات أكثر واقعية، معتبرًا الأحلام انعكاسًا لحالتنا النفسية والعقلية. ومع ذلك، يظل تفسير الأحلام مجالًا مليئًا بالغموض، حيث تختلف تجارب الأفراد بشكل كبير.

لتحقيق نوم هادئ وخالي من الكوابيس، ينصح الخبراء باتباع روتين نوم منتظم، تجنب الكافيين قبل النوم، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل. كما أن الحفاظ على بيئة نوم مريحة وخالية من الإزعاج يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا