السبت 8 فبراير 2025 11:43 صباحاً - متابعة- بتول ضوا
في عالم يزداد فيه انتشار السمنة بشكل مطرد، تبرز اليابان كواحدة من الدول التي تتمتع بأقل معدلات للسمنة بين سكانها. فما السر وراء هذه الرشاقة التي يتمتع بها اليابانيون؟ هل هو النظام الغذائي؟ أم أسلوب الحياة؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذا الأمر؟ دعونا نتعمق في هذا الموضوع لنكتشف الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.
أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات السمنة في اليابان هو النظام الغذائي المتوازن الذي يتبعه اليابانيون. يعتمد النظام الغذائي الياباني التقليدي على الأطعمة الطازجة والموسمية، مع التركيز على الأرز، الأسماك، الخضروات، والأعشاب البحرية. هذه الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية وقليلة السعرات الحرارية، مما يساعد في الحفاظ على وزن صحي.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز النظام الغذائي الياباني بكميات صغيرة من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة، مما يقلل من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها. كما أن اليابانيين يستهلكون كميات معتدلة من الطعام، مع التركيز على جودة الطعام بدلًا من الكمية.
ثقافة الأكل في اليابان تعزز الاعتدال والاستمتاع بالطعام دون إفراط. يُعتبر الإفراط في الأكل من المحظورات الثقافية، حيث يُنظر إليه على أنه أمر غير صحي وغير مهذب. كما أن اليابانيين يتبعون مبدأ “هارا هاتشي بو”، وهو مبدأ كونفوشيوسي يعني التوقف عن الأكل عندما تشعر بالشبع بنسبة 80%. هذا المبدأ يساعد في تجنب الإفراط في تناول الطعام والحفاظ على وزن صحي.
بالإضافة إلى النظام الغذائي، يلعب أسلوب الحياة النشط دورًا كبيرًا في الحفاظ على رشاقة اليابانيين. يميل اليابانيون إلى المشي أو ركوب الدراجات للتنقل، خاصة في المدن الكبيرة حيث تكون وسائل النقل العام متاحة بكثرة. كما أن العديد من اليابانيين يمارسون الرياضة بانتظام، سواء من خلال الأنشطة الرياضية المنظمة أو من خلال الممارسات اليومية مثل المشي لمسافات طويلة.
التعليم والوعي الصحي يلعبان دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة اليابانيين. يتم تعليم الأطفال منذ الصغر أهمية التغذية السليمة والنشاط البدني. كما أن الحكومة اليابانية تروج لبرامج صحية تهدف إلى مكافحة السمنة وتعزيز الصحة العامة. هذه الجهود تساهم في خلق مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على وزن صحي.