السبت 8 فبراير 2025 09:05 صباحاً - متابعة- بتول ضوا
أصدرت شركة واتساب تحذيرًا عاجلًا لمستخدميها بعد اكتشاف هجمات تجسس متطورة استهدفت ما يقرب من 100 شخص في أكثر من 20 دولة. وكشفت الشركة أن هذه الهجمات تعتمد على برامج تجسس طورتها شركة “باراغون سوليوشنز” الإسرائيلية، والتي استهدفت بشكل خاص الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لخصوصية المستخدمين وأمنهم الرقمي.
ويعتمد برنامج التجسس هذا على تقنية متقدمة تُعرف باسم “زيرو كليك”، والتي تتيح للمهاجمين اختراق الأجهزة دون الحاجة إلى أي تفاعل من الضحية. على عكس الهجمات التقليدية التي تتطلب النقر على روابط خبيثة أو تحميل مرفقات، فإن تقنية “زيرو كليك” تسمح باختراق الجهاز بشكل خفي ودون أي علامات تدل على وجود تهديد.
وبمجرد إصابة الجهاز، يتمكن البرنامج من الوصول إلى كافة البيانات المخزنة عليه، بما في ذلك الرسائل المشفرة التي يُفترض أنها آمنة. هذا الأمر يثير مخاوف كبيرة حول مدى فعالية التشفير في حماية البيانات الشخصية، خاصةً عندما تكون الأجهزة نفسها معرضة للاختراق.
وأشارت واتساب إلى أن هذه الهجمات ليست عشوائية، بل إنها موجهة بشكل خاص نحو أفراد محددين، مثل الصحفيين والنشطاء في المجتمع المدني، الذين غالبًا ما يكونون أهدافًا للجهات التي تسعى إلى قمع الحريات أو مراقبة النشطاء. وهذا يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الحريات الرقمية في عصر يتزايد فيه استخدام التكنولوجيا المتطورة لأغراض المراقبة والتجسس.
وناشدت واتساب مستخدميها بتحديث تطبيقهم إلى الإصدار الأحدث، حيث قامت الشركة بإصلاح الثغرة الأمنية التي تم استغلالها في هذه الهجمات. كما حثت المستخدمين على توخي الحذر واتباع أفضل الممارسات الأمنية، مثل تفعيل المصادقة الثنائية ومراجعة إعدادات الخصوصية بشكل دوري.
في النهاية، يعد هذا التحذير تذكيرًا صارخًا بمدى هشاشة الأمن الرقمي في عالمنا المتصل، حيث يمكن لتقنيات متطورة أن تهدد خصوصية الأفراد وحرياتهم. ومن الضروري أن تتعاون الشركات التكنولوجية والحكومات والمجتمع المدني لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، وضمان أن تظل الفضاءات الرقمية آمنة للجميع.
