الجمعة 7 فبراير 2025 02:40 مساءً - متابعة- بتول ضوا
الانفصال هو تجربة صعبة على الجميع، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الرجال يعانون أكثر من النساء بعد الانفصال. قد يبدو هذا الأمر مفاجئًا للبعض، خاصة مع الصورة النمطية التي ترى أن النساء أكثر عاطفية وحساسية. لكن الواقع يشير إلى أن الرجال يواجهون تحديات فريدة تجعل تجربة الانفصال أكثر إيلامًا لهم. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعل الرجال يعانون أكثر بعد الانفصال، مع التركيز على كلمات مفتاحية مثل “الانفصال والرجال”، “معاناة الرجال بعد الانفصال”، و”تأثير الانفصال على الرجال”.
الرجال غالبًا ما يواجهون ضغوطًا اجتماعية كبيرة لتجنب إظهار مشاعرهم. في العديد من الثقافات، يُتوقع من الرجل أن يكون قويًا ومتحكمًا في عواطفه، مما يجعله يكبِت مشاعره بدلًا من التعبير عنها. هذا الكبت العاطفي يمكن أن يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية، مما يجعل عملية التعافي من الانفصال أكثر صعوبة.
غالبًا ما تعتمد النساء على شبكات دعم اجتماعية قوية، مثل الأصدقاء والعائلة، للتحدث عن مشاعرهم بعد الانفصال. أما الرجال، فقد لا يجدون نفس الدعم العاطفي، إما بسبب عدم وجود شبكة دعم قوية أو بسبب الخجل من طلب المساعدة. هذا النقص في الدعم يمكن أن يزيد من شعور الرجال بالعزلة والوحدة بعد الانفصال.
بالنسبة للعديد من الرجال، العلاقة العاطفية هي جزء أساسي من هويتهم الذاتية. عندما تنتهي العلاقة، قد يشعر الرجل بأنه فقد جزءًا من نفسه، مما يؤدي إلى أزمة هوية. هذا الشعور بالفقدان يمكن أن يكون أكثر حدة لدى الرجال مقارنة بالنساء، خاصة إذا كانت العلاقة طويلة الأمد.
الرجال غالبًا ما يواجهون صعوبة أكبر في التكيف مع الحياة الجديدة بعد الانفصال. قد يكون هذا بسبب الاعتماد على الشريك في تنظيم جوانب معينة من الحياة اليومية، مثل الأعمال المنزلية أو التخطيط الاجتماعي. عندما تنتهي العلاقة، قد يشعر الرجل بالضياع وعدم القدرة على إدارة حياته بشكل مستقل.
بعد الانفصال، يميل الرجال إلى الانعزال أكثر من النساء. بدلًا من البحث عن الدعم أو التحدث عن مشاعرهم، قد يلجأون إلى الهروب من الواقع من خلال العمل المفرط أو الانخراط في أنشطة قد تكون غير صحية، مثل الإفراط في شرب الكحول أو القمار. هذه السلوكيات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية وتأخير عملية الشفاء.
الانفصال يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة النفسية للرجال. الاكتئاب، القلق، وانخفاض الثقة بالنفس هي بعض المشاكل النفسية الشائعة التي قد يعاني منها الرجال بعد الانفصال. في بعض الحالات، قد يؤدي الانفصال إلى مشاكل نفسية أكثر خطورة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
بالرغم من أن الانفصال قد يكون مؤلمًا، إلا أن هناك طرقًا يمكن للرجال من خلالها التعافي بشكل صحي. من المهم أن يبحث الرجل عن دعم عاطفي، سواء من الأصدقاء أو العائلة أو حتى من خلال الاستشارة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، ممارسة الرياضة، الاهتمام بالصحة الجسدية، وتعلم مهارات جديدة يمكن أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية واستعادة الثقة بالنفس.