الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الامارات

لغز طفل الكهف: اكتشاف أقدم إنسان بعيون زرقاء عاش في العصر الجليدي

الأحد 29 ديسمبر 2024 01:11 مساءً - متابعة بتول ضوا

في اكتشاف أثري مُذهل، كشفت دراسة حديثة عن أقدم حالة معروفة لإنسان بعيون زرقاء، لطفل عاش قبل 17 ألف عام في العصر الجليدي. يُقدم هذا الاكتشاف لمحة فريدة عن حياة البشر الأوائل والتحديات التي واجهوها، ويكشف عن تطور الصفات الجينية عبر العصور.

عُثر على رفات الطفل في كهف بمنطقة مونوبولي جنوب غرب إيطاليا عام 1988. وقد كشف التحليل الجيني أن الطفل كان ذكراً يتميز بعيون زرقاء وبشرة داكنة وشعر بني أسود مجعد.

لم تكن حياة هذا الطفل سهلة، فقد عانى من تحديات صحية خطيرة، أبرزها تضخم عضلة القلب، وهي حالة قلبية خلقية قد تُسبب الموت المفاجئ في سن مبكرة. تشير التقديرات إلى أن عمر الطفل لحظة وفاته لم يتجاوز 18 شهرًا.

من خلال فحص الأسنان والعظام، استنتج العلماء أن الطفل كان يعاني من الإجهاد الفسيولوجي، وأن والدته كانت تعاني أيضًا من سوء التغذية أثناء الحمل، مما يعكس الظروف القاسية التي كانت سائدة خلال العصر الجليدي الأخير.

تُعد العيون الزرقاء صفة حديثة نسبيًا في تاريخ البشرية، حيث لم تظهر إلا قبل عدة آلاف من السنوات. يعتقد العلماء أن الطفرة المسؤولة عن ظهور العيون الزرقاء تتعلق بالمهق الجلدي الثاني، وهي حالة وراثية تتميز بانخفاض أو غياب إنتاج الميلانين. وقد كانت هذه الصفة حاضرة في الحمض النووي للطفل بشكل بارز.

قبل هذا الاكتشاف، كان أقدم إنسان معروف بعيون زرقاء هو “رجل فيلابرونا”، الذي عاش قبل 14 ألف عام. تُشير التشابهات الجينية بين الطفل ورجل فيلابرونا إلى أن عشيرة الطفل قد تكون من أسلاف سلالة فيلابرونا.

الزواج الداخلي وعدم تحمل اللاكتوز:

كشف تحليل الحمض النووي للطفل أيضًا أن والديه كانا على الأرجح أبناء عمومة من الدرجة الأولى، وهي ظاهرة نادرة خلال العصر الحجري القديم ولكنها موثقة بشكل أكثر شيوعًا في العصر الحجري الحديث. ربما ساهمت هذه العلاقة العائلية الوثيقة في مشكلاته الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، افتقر الطفل إلى الطفرات الجينية التي تسمح بتحمل اللاكتوز، وهي خاصية لم تظهر بشكل واسع بين البشر إلا في مراحل لاحقة، مما يُبرز تطور العلاقة بين البشر ونظامهم الغذائي عبر العصور.

تعكس بقايا الطفل، التي عُثر عليها من دون أي مقتنيات أو زخارف جنائزية، نمط الحياة العملي والبسيط خلال العصر الحجري القديم. ومع ذلك، تُعد قصته شهادة على صمود البشر الأوائل وقدرتهم الفريدة على التكيف. تُبرز الطفرة الجينية المسؤولة عن لون عينيه الزرقاوين، والتي يشترك فيها اليوم ملايين البشر حول العالم، الروابط الجينية العميقة التي تجمع البشر بأسلافهم القدامى.

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا