الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

أكاديميان كويتيان مشاركان في منتدى «البابطين الثقافية» في مالطا: ثقافة الحرب لا تبقي ولا تذر

سيف الحموري - الكويت - الجمعة 4 مارس 2022 09:22 مساءً - فاليتا - كونا: أكد أكاديميان كويتيان مشاركان في (المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام العادل) اليوم الجمعة أن إثراء ثقافة السلام عملية تستوجب الإيمان بالعمل الجاد لتفعيل مبادئ هذه الثقافة بما يتضمن احترام حقوق الإنسان وحرية الرأي وتطبيق العدل والمساواة والقضاء على الفقر والبطالة وتوعية شعوب العالم بمسؤولياتها تجاه عملية صناعة السلام.

وقال الأكاديميان في تصريحين متفرقين لـ (كونا) على هامش أعمال المنتدى الذي تنظمه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في مالطا إن ثقافة السلام في العالم أصبحت مهددة بسبب النزاعات الحالية بين بعض الدول والمجتمعات والأفراد والمدعومة بالتعصب والتطرف والعنف والاحتقان الديني والطائفي.

وفي هذا السياق، ذكر رئيس قسم الفلسفة في جامعة الكويت د.محمد الوهيب لـ (كونا) أنه «قد يمكن فهم ثقافة السلام كما يقول العرب من خلال ما هو ضد هذه الثقافة أي ثقافة الحرب التي لا تبقي ولا تذر».

وأوضح الوهيب أن ثقافة الحرب «هي تلك الحالة التي تستحيل فيها الحياة الإنسانية وتسير إلى حياة غير طبيعية وهمجية وقصيرة ذلك أن الإنسان لا يعيش فترات حياة طويلة» مشيرا في هذا السياق إلى وصف أحد الفلاسفة الإنجليز حالة الحرب بالقول إنه «لا يريد أي منا أن يعيش حالة الحرب ولا يريد أي منا أن يتخيلها».

وذكر أن البديل لحالة الحرب هو «الدفاع عن حالة السلام والتفكير بكل الطرق الممكنة من أجل إيجاد السبل التي من الممكن أن توفر هذه الحياة» مضيفا أنه «من خلال السلام باستطاعتنا أن نفكر بكل ما هو إنساني».

وعن كيفية تعزيز ثقافة السلام، أوضح الوهيب أن هناك محاولات فلسفية وسياسية وفكرية بوجه عام كثيرة من أجل إيجاد هذا السلام واقعيا في حياة البشر «وكلنا يعلم حقيقة اختلافاتنا وهذا لا غبار عليه».

وقال «نحن على وجه التحديد في العالم العربي ينبغي علينا أن نهتم بثقافة السلام وبحاجة للتفكير جديا بطرح هذه القضية مجتمعيا داخل الدولة والسلام ما بين الدول بعضها البعض فإن لم نستطع أن نفكر بها بقوة وبكل صراحة وجرأة لا أستطيع القول إننا سنتمكن من تطبيقها».

وأشار إلى أن المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام الذي يعقد بمالطا بمبادرة من مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية يحمل عنوانا جانبيا مهما هو (القيادة من أجل السلام العادل).

وأوضح أن المنتدى يجمع بين جنباته مجموعة من متخذي القرار من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ويجمع أيضا بين جنباته مشرعين يقومون بصنع القوانين التي يعيش الناس وفقها ومجموعة كبيرة من المفكرين والأساتذة والكتاب والخبراء في مجالات عدة، مؤكدا أن «كل ذلك يحمل رسالة واضحة وهي ضرورة التفكير في ذلك السلام الذي يمكننا من العيش حتى وإن كنا مختلفين في هذه الكره الأرضية».

وأضاف أن رسالة (مؤسسة البابطين) «تنطلق من رؤية يجب أن نقف إجلالا لها في الواقع وهي تلك الرسالة التي تؤمن بالاختلاف بين الافراد بين هؤلاء الذين يعيشون على وجه هذه البسيطة والأهم من ذلك هو ضرورة التفكير بتلك الوسائل التي تمكنهم من العيش بسلام مع بعضهم البعض».

بدورها، قالت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت د.شيخة الجاسم في تصريح مماثل إن «المنتدى يسلط الضوء على السلام باعتباره ثقافة بمعنى أنه بالإمكان العمل على زراعتها وتنميتها في أنفس الشعوب والقادة»، مؤكدة أن «هذا ما تحتاجه البشرية خصوصا في عالم يعج بالتحديات الطبيعية والأطماع البشرية والعصبيات المتنافرة».

وأضافت الجاسم أن «السلام لا يتحقق من تلقاء نفسه»، موضحة أنه «من أجل العيش في سلام يجب أن نحترم ثقافة وخلافات بعضنا البعض».

وشددت على ضرورة زرع بذور السلام المستدام «من خلال الاستثمار في منع الصراع وفي تعليم السلام والحوار بين الثقافات والأديان».

وعبرت عن فخرها وثنائها لما تقدمه (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) من «أعمال ثقافية خيرية ذات قيم سامية ترفع اسم الكويت»، مؤكدة أن «رسالة المنتدى تتوافق تماما مع مواقف الكويت السياسية الملتزمة بالسلام والدعوة إلى الحوار السلمي والابتعاد عن الصراعات».

وكانت أعمال (المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام العادل) انطلقت في فاليتا عاصمة مالطا أمس الخميس تحت عنوان (القيادة من أجل السلام العادل) بتنظيم من (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) وبمشاركة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.

Advertisements
Advertisements