سيف الحموري - الكويت - الأربعاء 1 يونيو 2022 08:18 مساءً - أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد سفير كازاخستان عظمات بيرديباي أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي ستقيمه بلاده في 5 الجاري يهدف إلى تعزيز المناخ الديموقراطي وتحقيق الرخاء لشعبها، ومحاربة الفساد والقضاء على المحسوبية والاحتكار في كافة مجالات الحياة، موضحا أن تنفيذ الإصلاحات السياسية والإدارية أضحى أحد المؤشرات الرئيسية لتطوير كازاخستان، كاشفا أن بلاده نفذت 4 حزم من الإصلاحات السياسية في السنوات الـ 3 الماضية منذ انتخاب توكاييف رئيسا لها.
ولفت بيردباي - في لقاء خاص لـ «الأنباء» - إلى أن التعديلات الدستورية الجديدة تهدف إلى تحقيق العدالة وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لكافة المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية، مبينا أن الاستفتاء على تعديل أكثر من 30 مادة سيسمح لكل مواطن في كازاخستان بالمشاركة بشكل مباشر في تقرير مصير بلاده، فإلى التفاصيل:
ما أبرز التغييرات السياسية التي وقعت في كازاخستان بعد نقل السلطة وانتخاب قاسم جومارت توكاييف رئيسا للجمهورية؟
٭ بعد تغيير القيادة السياسية في كازاخستان عام 2019 بانتخاب الرئيس قاسم جومارت توكاييف، بدأت عملية إعادة هيكلة النظام السياسي للبلاد واتخاذ الإجراءات الحاسمة والفعالة لتسريع وتيرة التنمية وتحديد ملامح الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازم تنفيذها في المستقبل القريب.
في الأعوام الأولى من رئاسته، واجه الرئيس توكاييف ومختلف مؤسسات الدولة عددا من التحديات المؤثرة لعل أبرزها تفشي جائحة كورونا COVID -19 وكذلك الأحداث المأساوية التي شهدتها بلادنا خلال شهر يناير من العام الحالي، مما دفع الرئيس إلى اتخاذ عدد من التدابير والقرارات لضمان استقرار البلاد واستمرار عملية التطوير والإصلاح التي أعلن عنها في بداية توليه الرئاسة في 16 يونيو 2019، حيث وضع خارطة طريق رسم فيها المسارات الرئيسية لمستقبل البلاد واضعا في الاعتبار الظروف القائمة في ذلك الوقت. ولا يخفى على أحد أن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير المجتمع الكازاخستاني والدولة كان عملا صعبا جدا، وإن تنفيذ الإصلاحات والتحولات السياسية والإدارية أضحى أحد المؤشرات الرئيسية لتطوير كازاخستان لبناء دولة فاعلة وهذا ما أوضحه الرئيس في خطابه الأول إلى شعبنا تحت شعار «الحوار العام البناء هو أساس الاستقرار والتقدم لكازاخستان» في 2 سبتمبر 2019.
هل من الممكن أن تلخص لنا الإصلاحات السياسية التي بادر بها الرئيس قاسم جومارت توكاييف؟
٭ تتلخص مسيرة الإصلاح السياسي للرئيس توكاييف فيما يلي: الاستمرار الفعال في المسار السياسي للرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نورسلطان نازارباييف والحفاظ على كل الإنجازات الإيجابية للتنمية المستقبلية للبلاد، تحقيق العدالة وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لكافة المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية والعرقية والدينية وغيرها وخلق الفرص والبيئة الملائمة لكل منهم لتحقيق النجاح الشخصي وتحسين رفاهيتهم، وتحقيق التقدم في جميع مجالات حياة المجتمع وتنفيذ التحولات الخلاقة لصالح الناس بما يضمن انضمام كازاخستان إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم.
في 12 يونيو 2019 تم إنشاء المجلس الوطني للثقة العامة برئاسة رئيس جمهورية كازاخستان ويهدف إلى تطوير المقترحات والتوصيات لتطوير الدولة ومناقشتها على نطاق واسع مع ممثلي المجتمع المدني كمحرك للمبادرات الهامة اجتماعيا وسياسيا. لم تتوقف عملية الإصلاح خلال جائحة كورونا بل أضافت تدابير جديدة ومبادرات تضمن استمرار الإصلاحات. وبشكل عام تم تنفيذ 4 حزم من الإصلاحات السياسية في السنوات الـ 3 الماضية منذ انتخاب قاسم جومارت توكاييف رئيسا لكازاخستان.
ما الأسباب الرئيسية لإجراء استفتاء على التعديلات الدستورية في كازاخستان في الـ 5 يونيو المقبل؟
٭ التعديلات تهدف إلى محاربة الفساد والقضاء على المحسوبية والاحتكار في كافة مجالات الحياة والعمل على وضع قواعد عادلة تسمح بفرص متكافئة بين مختلف طبقات المجتمع ولذلك لجأت قوى الفساد التي فقدت امتيازاتها ومصادر دخلها إلى مؤامرة لإزاحة الرئيس المصلح عن السلطة.
وتهدف الإصلاحات إلى تعزيز المناخ الديموقراطي وتحقيق الرخاء لشعبنا وخصوصا أن نظام الإدارة القائم على المركزية قد فقد فعاليته وأصبح غير قادر على ترسيخ المجتمع المدني بتنوع وجهات نظره ومعتقداته. وسيتم إجراء أكثر من 30 تعديلا على الدستور تخدم تنفيذ التحولات السياسية وبناء نموذجا جديدا نوعيا لتشكيل مؤسسات الدولة كتحول نوعي في الجمهورية الثانية كازاخستان الجديدة. وأود أن أشير إلى ما أكده الرئيس قاسم جومارت تاكاييف من أن الاستفتاء سيسمح لكل مواطن في كازاخستان بالمشاركة بشكل مباشر في تقرير مصير البلاد، وسيعزز مسارنا نحو الديموقراطية الشاملة وبناء كازاخستان الجديدة، وسيشارك مراقبون محليون ودوليون في الاستفتاء المقبل. بشكل عام يدعم شعب كازاخستان الإصلاحات السياسية للرئيس قاسم جومارت توكاييف وذلك وفقا للمعطيات الاجتماعية التي تم إجرائها في أبريل 2022 حوالي، وكشف عن أن 70% من مواطني كازاخستان يدعمون مسار الرئيس.
«كازاخستان الجديدة» ستكون دولة فعالة ذات مجتمع مدني قوي مبنى على مبادئ العدل والصدق والعمل الجاد والإصلاح الدستوري يهدف إلى تشكيل النموذج الجديد لهيكل الدولة هو التصميم التشريعي والانتقال من النظام الرئاسي الفائق إلى الجمهورية الرئاسية ذات البرلمان القوي ولذلك ستجري تعديلات على مادة 31 من الدستور وتضيف مادتين جديدتين متعلقتين باستبعاد وإعادة توزيع الصلاحيات للرئيس بين فروع السلطات ونظام الضوابط والحفاظ على حقوق الإنسان وسيتم تعزيز دور المجتمع المدني والسلطة التنفيذية والسلطة المحلية.
ما إمكانية وجود البرلمان القوي في النموذج الكلاسيكي للنظام الرئاسي؟
٭ من المهم أن نفهم أنه من المستحيل أن يوجد برلمان قوي ومؤثر في ظل مركزية السلطة في يد الرئيس، ومن هنا نجد أن مبادرة رئيس الدولة في هذه الحالة تهدف إلى تحول واسع النطاق وتطوير النظام والحد من السلطات الرئيس وهذا في حد ذاته سيشكل دفعة ملموسة في تطوير الثقافة السياسية وكذلك سيكون خطوة مهمة على طريق التطور الديموقراطي والنظام الانتخابي.
كيف سيتم تقليص صلاحيات الرئيس؟
٭ إن الإصلاح الدستوري سيتم وفقا لتنفيذ التحول المنهجي للنموذج السياسي الحالي. سيتم تشكيل التوازن الأمثل للتعامل بين مؤسسات السلطة.
إن الاتجاه الرئيسي للإصلاح الدستوري هو الانتقال النهائي من النموذج الرئاسي الفائق إلى الجمهورية الرئاسية. وبناء على ذلك ينص المستوى الدستوري على:
- حظر توظيف أقرباء رئيس الدولة في مناصب الموظفين المدنيين السياسيين والمؤسسات قطاع الدولة.
- يتم حظر عضوية رئيس الدولة في الأحزاب السياسية في الفترة رئاسته.
- استبعاد صلاحيات رئيس الدولة في إلغاء أو تعليق كليا أو جزئيا لأعمال حكام المناطق والمدن ذات الأهمية الجمهورية وكذلك منع حقه لإقالة حكام من وظائفهم.
كذلك سيتم تغيير إجراءات تعيين أعضاء ورئيس مجلس القضاء الأعلى (على أساس بديل (مرشحان على الأقل) بموافقة نواب مجلس المناطق (المدن).
هل يقوم الرئيس توكاييف بإصلاحات سياسية فقط من أجل منع الاضطرابات في المستقبل التي وقعت مثلها في كازاخستان في شهر يناير الماضي للعام الحالي؟
٭ لا، هذه نظرة سطحية. إن الرئيس قاسم جومارت توكاييف يعتقد بأن التقدم المستدام للبلاد والتحولات الاجتماعية والاقتصادية واسعة النطاق مستحيلة بدون تحديث سياسي.
أود أن أشير إلى أن كازاخستان بلد شاب عمره لا يتجاوز الـ 30 سنة فقط وبالنسبة للتاريخ هذه الفترة قصيرا جدا. لكن خلال هذه الفترة تمكنا من الظهور كدولة مستقلة واندمجنا بنجاح في المجتمع الدولي. كازاخستان تاسع أكبر دولة في العالم وهي اليوم موطن 140 مجموعة عرقية و17 طائفة.
لقد حققنا اليوم نجاحا باهرا في تنمية الاقتصاد والعلاقات الودية مع العالم الخارجي وتقدم مساهمة ملموسة في توطيد الأمن الإقليمي والدولي.
خلال السنوات الأخيرة قد تم اعتماد بعض البرامج والخطط التنموية المؤثرة مثل «كازاخستان 2030» و«كازاخستان 2050» و«100 خطوة ملموسة» و«برنامج التنمية الصناعية والمبتكرة للبلاد حتى عام 2019» و«نولي جول» وغيرها التي سمحت لكازاخستان اليوم لتصبح واحدة ضمن 50 دولة من أكثر الاقتصاديات تنافسية في العالم.
رؤية «كازاخستان 2050» تعتبر وثيقة إستراتيجية للجيل الجديد وهدفها لتصبح جمهوريتنا في صفوف 30 دولة متقدمة في العالم بحلول عام 2050. لقد حققت كازاخستان نجاحا بفضل السياسة الداخلية والخارجية المتوازنة لدولتنا.