- سيف الحموري - الكويت - الخميس 26 مايو 2022 10:06 مساءً - فرقاطة فرنسية بدأت زيارة إلى الكويت أمس في إطار دعم وتعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين
- عباس: ماكرون نال أصوات المسلمين في الانتخابات وهذا في حد ذاته يعتبر انتصاراً للوسطية ونبذ التطرف
- جاهزون لتنظيم الانتخابات التشريعية بمشاركة أبناء الجالية ولدينا مكتب انتخابي على مستوى السفارة
- بيلوك: يوجد 300 مسجد ومركز ديني في فرنسا كما أن 8% تقريباً من سكانها مسلمون
أسامة دياب
أعربت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر عن ارتياحها للتعايش بين الأديان في الكويت، حيث يشكل تعايش الجاليات من مختلف الأديان نموذجا جيدا، لافتة إلى الرسالة المراد إيصالها للمجتمع الكويتي من خلال هذه المحاضرة وهي إزالة أي سوء فهم أو لبس حول وضع الإسلام والمسلمين في فرنسا، موضحة أن الإسلام في فرنسا له مكانته وأن المسلمين فيها محل تقدير واحترام ويتمتعون بحرية ممارسة طقوسهم الدينية دون مضايقات أو محاذير.
وأضافت لوفليشر، في تصريحات للصحافيين على هامش المحاضرة التي نظمها المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية تحت عنوان «من الإسلام في فرنسا إلى الإسلام الفرنسي تاريخ اجتماعي قصير وقضايا معاصرة لعلاقة الدولة العلمانية بالمسلمين»، وذلك في مقر رابطة الأدباء، أن البعض في الكويت يعتقد أن المسلمين في فرنسا لا يعيشون بحرية وأنهم مضطهدون أو فرنسا لا تتعامل معهم بشكل جيد، وهذا غير صحيح ولا يمت للواقع بأي صلة، موضحة أنه قد يكون هناك بعض المشاكل الفردية لكن بالتأكيد هناك تضخيم إعلامي لما يحدث، مؤكدة أن المسلمين يعيشون بأمان وسعادة في فرنسا.
وأشارت إلى أن بعض التصريحات التي صدرت خلال الانتخابات الرئاسية والتي كانت تحض على الكراهية أقلقت البعض، لكنها في الواقع لا تمثل إلا أصحابها، حيث إن فئة قليلة في المجتمع الفرنسي هي من تشارك تلك الأفكار وتتبناها، لكن أغلبية الفرنسيين منفتحون على الآخر وخصوصا العرب والمسلمين.
وعن آخر مستجدات العلاقات الكويتية - الفرنسية، قالت: علاقتنا مع الكويت جيدة جدا، لافتة إلى أن فرقاطة فرنسية وصلت إلى الكويت أمس في زيارة تدخل ضمن دعم وتعزيز التعاون في المجال العسكري والدفاعي بين البلدين.
وردا على سؤال حول الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، أشارت إلى أنه لا توجد زيارات رسمية لمسؤولين فرنسيين في الأسابيع القليلة المقبلة، متوقعة أن تكون هناك زيارات مهمة في خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين.
وبخصوص جاهزية السفارة لإجراء الانتخابات البرلمانية للجالية الفرنسية في الكويت، قالت: نعمل الآن على التحضير للانتخابات التشريعية ولدينا مكتب انتخابي على مستوى السفارة ونحن جاهزون للانتخابات خصوصا أننا عايشنا انتخابات رئاسية مؤخرا.
علاقة تاريخية
من جهته، قال مدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية د.مكرم عباس إن المحاضرة التي قدمها د.سيدريك بيلوك من جامعة فرنسا تناولت الإسلام في فرنسا وجميع الإشكاليات التي طرحت مؤخرا في إطار العلاقة بين فرنسا والمسلمين والتي هي بالفعل تاريخية وقديمة إلا أنها قد تبدو معقدة أو حاملة لبعض الإشكالات فيما يخص قضايا مثل الحجاب والنقاب والمايو الإسلامي والإرهاب والتطرف وهي موجودة في المجتمع الفرنسي كما نجدها في المجتمعات الأخرى، مشيرا إلى أن د.بيلوك أثبت خلال المحاضرة تاريخية هذه العلاقة وعراقتها بين فرنسا والإسلام، كما أنها ليست مبنية على الكره والحقد أو الصراع أو النزاع وإنما هي علاقة سلمية أو حتى انها علاقة افتتان بالحضارة الإسلامية القديمة، وابرز أن الإشكالية التي طرحت فيما يخص المظاهر الإسلامية مثل الحجاب أو النقاب أو لباس السباحة الذي يعرف بالبوركيني كلها استمرت سياسيا وأيديولوجيا من طرف حركات متطرفة من قبل اليمين المتطرف في فرنسا الذين بنوا على تلك الظواهر الموجودة في المجتمع.
وأشار إلى أن الرئيس ماكرون نال أصوات المسلمين في الانتخابات الأخيرة، وهذا في حد ذاته يعتبر انتصارا للوسطية ونبذا لفكرة التطرف، وعن إقامة المحاضرة وهل من رسالة يراد إيصالها، قال الأمر جاء محض الصدفة لأن المركز اعتاد تنظيم ندوات أسبوعية، ولكننا توقفنا عن تنظيم أي فعالية خلال شهر رمضان وبتواجد د.بيلوك في المملكة العربية السعودية لإيضاح العلاقة بين فرنسا والإسلام تمت دعوته من قبل السفارة الفرنسية لإلقاء هذه المحاضرة في الكويت، نافيا أن يكون وراءها أي أهداف خفية وإنما الهدف هو التعريف بالعلاقة الوثيقة والقديمة بين فرنسا والمسلمين، مشيرا إلى أن المركز الفرنسي للأبحاث في الكويت يغطي جميع دول الخليج العربي وطرح مواضيع تتعلق بالإسلام والفكر الإسلامي الحديث وعن تطوره وفق النصوص الدينية، مشيرا الى وجود دراسات مهمة جديدا في هذا الإطار، ويشارك فيه عدد من الباحثين الكويتيين ومن دول الخليج الأخرى.
إحصائيات
من جانبه، استعرض الباحث في جامعة فرنسا د.سيدريك بيلوك تاريخ العلاقة بين فرنسا والإسلام، مشيرا إلى أن 8% من سكان فرنسا الحاليين من المسلمين، مستدركا انه لا توجد إحصائيات دقيقة لعددهم في فرنسا، لافتا إلى وجود 300 مسجد ومركز ديني في فرنسا، بالإضافة إلى عدد كبير من العلماء المسلمين العرب الذين أقاموا في فرنسا وأنشأوا مجلات ودوريات إسلامية.
وأوضح أن الإسلام في فرنسا له جذور تعود إلى زمن طويل خصوصا ممن مروا بفرنسا متوجهين إلى إسبانيا وهذا ما أكدته المقابر التي تم اكتشافها في جنوب فرنسا والتي تؤكدها طريقة دفن الجثث باتجاه القبلة.