الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

المبطط الكبدي.. خيال وحقيقة.. بقلم: د.يعقوب يوسف الغنيم

  • سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 24 مايو 2022 10:20 مساءً - الفنان عبدالله غلوم بادر بإقامة معرض يوثّق كل ما قام به وسيفتتح مساء غدٍ الخميس بمقر المسرح الكويتي
  • قدم غلوم 22 مسرحية وعملاً فنياً كان منها «النواخذة» و«شياطين المدرسة» و«التالي ما يلحق» .. وغيرها
  • مشاركة غلوم في «عائلة بوجسوم» و«بيت بوصالح» و«افتح يا سمسم» و«الخروج من الهاوية».. لا تنسى
  • المبطط الكبدي شخصية خيالية ابتدعها إبراهيم الشطي خلال لقاء في ديوانية الثلاثاء وظنها الجالسون حقيقة
  • نما أمر المبطط الكبدي حتى كثرت الاحتفالات الواصفة لمجيئه وزيارته للديوانية ونظمت القصائد في مدحه
  • «المبطط الكبدي» صار رمزاً يتردد ذكره عند الإشارة إلى أي أمر يثير القلق ويؤذي النفس في الحياة العامة
  • تم الاتفاق مع الفنان عبدالله غلوم على القيام بدور المبطط الكبدي كلما جرى الاحتفاء به ويتمثل بزيه وشكله
  • الفنان عبدالله غلوم رائد في العمل المسرحي ولايزال يمارس نشاطه في فرقة المسرح الكويتي


للفنان عبدالله غلوم علي محمد باع طويل في فن التمثيل بجميع مجالاته، فقد مارس هذا الفن الجميل منذ بداية شبابه وشارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية، وزامل أوائل الممثلين الكويتيين حتى عدّه متابعو فنه من الطليعة التي بها ابتدأت أنشطة فن التمثيل في الكويت بعد أن احتضنها المرحوم الأستاذ حمد عيسى الرجيب، وهيّأ لها سبل النجاح.

هذا الفنان من مواليد سنة 1944م، بدأ حياته العملية مدرسا بعد تخرجه في معهد المعلمين في السنة الدراسية 1969م- 1970م، ثم درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصل منه على شهادة البكالوريوس في سنة 1980م. وقد عمل بعد ذلك في توجيه الأنشطة المدرسية، وتنقل بصفته موجها بين منطقتي الأحمدي التعليمية والعاصمة التعليمية إلى أن تقاعد في سنة 1995م.

كان من الرواد الذين بدأوا العمل المسرحي في فرقة المسرح الكويتي، وذلك منذ سنة 1973م، ولا يزال يمارس النشاط المسرحي مع هذه الفرقة التي قدمت كثيرا من الأعمال المسرحية الجادة. ولقد اختير هذا الفنان ليكون عضوا في مجلس إدارة فرقته هذه لعدد من السنين، وهو الآن عضو في اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية لدول الخليج العربية. وعضو في اتحاد المسارح الأهلية لعدة سنوات وكان من الذين سعوا إلى تأسيسه.

وشارك خلال هذه الفترة في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، وقام بإعداد وكتابة مسرحيات أداها الطلاب والطالبات ضمن الأنشطة المدرسية.

ومن أعماله التي قام بها من خلال فرقة المسرح الكويتي مسرحيات وأعمال بلغ عددها اثنتين وعشرين مسرحية وعمل فني كان منها النواخذة، وشياطين المدرسة، والتالي ما يلحق، وغيرها.

وشارك في تسعة عشر عملا مع بعض المسارح الأهلية ومن هذه الأعمال: رأس المملوك مع المسرح الشعبي، ومسرحية الحامي والحرامي مع مسرح الخليج، ومسرحية: في السما غيم مع مسرح السور.. وهكذا.

وإلى جانب ذلك، فلقد كانت له مشاركات في عدد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، بعضها بالتمثيل في تلك الأعمال وبعضها الآخر في كتابة النصوص. ولم يكن هذا كل شيء، إذ هو مستعد دائما للقيام بأي عمل مساعد للأعمال الفنية التي عايشها وذلك أنه تولى إدارة الإنتاج في مسرحية علامة استفهام في سنة 2001م، وقام بتحريك الدمى في مسرح العرايس بما في ذلك أداء تمثيل الصوت في مسرحية أبوزيد بطل الرويد سنة 1974م.

ومن المسلسلات التلفزيونية التي لا تنسى مشاركته فيها مسلسل: عائلة بوجسوم، وبيت بوصالح، وافتح يا سمسم، والخروج من الهاوية وغير ذلك.

وتضاف إلى ما تقدم مجموعة لا بأس بها من المسلسلات الإذاعية.

ولقد تم تكريم الفنان عبدالله غلوم في عدة مناسبات أجمل لنا ذلك بقوله:

- تم تكريمي عدة مرات من قبل فرقة مسرح الخليج.

- وكذلك من قبل فرقة المسرح الشعبي.

- وتم تكريمي عدة مرات من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

- وتم تكريمي من عدد من الوزارات.

كل ذلك التكريم لمشاركاته المتعددة في الأعمال التي ترعاها هذا الوزارات. ولكن ما ينبغي أن يقال هو أن هذا التكريم لا يتعدى رسالة شكر من الجهة المعنية، في الوقت الذي ينتظر أن ينال شيئا أكبر من ذلك، وفق ما جرى لأمثاله من مستحقي التقدير. وهذا هو ما نأمله له قريبا من الجهات المختصة.

وللفنان عبدالله غلوم نشاط آخر فيه شيء من التمثيل، ولكنه تمثيل لا يزاوله على مسرح، ولا في التلفزيون أو أي وسيلة أخرى كان يقدم نشاطه الفني من خلالها. هذا النوع الذي أشير إليه هنا هو ما يرد أدناه، ففيه تفصيل كاف:

المبطط الكبدي

 

يتعلق الأمر بالمبطط الكبدي الذي صار رمزا من الرموز التي يتردد ذكرها عند الإشارة الى أي أمر يثير القلق، ويؤذي النفس، خاصة فيما يحدث من أمور مخالفة في الحياة العامة. وهو شخصية خيالية ابتدعها المرحوم الأستاذ إبراهيم محمد الشطي خلال لقاء لنا معه في ديوانية الثلاثاء، وقد تداول الجالسون في الديوانية أمر هذا الرمز وكثر الحديث عنه حتى ظنه البعض شخصية حقيقية، وبلغ الأمر لدى بعض الناس انهم صاروا يسألون رواد الديوانية عنه، وهم يريدون معرفة مواعيد حضوره إلى بلادنا رغبة منهم في لقائه والتعرف عليه ولقد نما أمر المبطط الكبدي حتى حدث ما يلي:


1 - كثرت الاحتفالات التي تصف مجيئه وزيارته للديوانية، وخلال هذه الاحتفالات كانت تنشد قصائد من الشعر تمدحه وتحبذ ما يقوم به.

2 - جاء المبطط الكبدي إلى الكويت في فترة أجريت فيها انتخابات مجلس الأمة في أحد أدواره، فخرجت فكرة ترشيحه لهذه الانتخابات وقد نشرت الصحف مقالات كثيرة كان بعضها نقلا عن أقواله التي بين فيها أهدافه والأفكار التي يسعى الى تنفيذها اذا فاز ولا يزال رواد ديوانية الثلاثاء يتذكرون هذه الأيام ويتبادلون الحديث حول ما جرى خلالها.

3 - وجدنا أن الاحتفال بالمبطط الكبدي ينبغي ألا يكون إلا على الواقع، فتم الاتفاق مع الأستاذ الفنان عبدالله غلوم علي محمد على أن يقوم بدور المبطط الكبدي كلما جرى الاحتفاء به وقد وافق مشكورا على ذلك وصار يتمثل بزي المبطط وشكله في المناسبات التي تجرى، ولعل من أهم تلك المناسبات الأمسية التي كانت قد جرت خارج الديوانية، فقد تكرم مركز الشيخ جابر الأحمد الصباح الثقافي، فدعاني الى إلقاء محاضرة ألقي فيها الضوء على هذا الرمز الذي صار حديثا بين الجميع وقد سعدت بحضوري وبإلقاء تلك المحاضرة، وسرني حضور ذلك العدد الكبير من المتابعين على الرغم من أن الظروف المناخية في ذلك اليوم لم تكن ملائمة بسبب شدة الأمطار.

هذا هو حديث المبطط الكبدي الخيالي، والواقعي، وينبغي في الختام أن أشكر الأخ الفاضل الأستاذ محمود إسماعيل دشتي الذي كان صلة الوصل بالمبطط الكبدي الواقعي: عبدالله غلوم علي محمد. كما أدعو الله عز وجل أن يغفر لأخ الجميع الاستاذ إبراهيم محمد الشطي صاحب هذه الفكرة النيرة.

***

تحدث أصدقاء هذا الفنان ومحبوه إليه قائلين: إنه لابد أن يعلن لأبناء هذه الفترة من حياتنا ما خفي عنهم من أخباره، وكل ما يتعلق بمسيرته الفنية. وقد رأوا أنه إن لم يكن الإعلان الكافي عنه عن الجهات الرسمية المختصة، وهذا تقصير في حقه، فإنه يستطيع أن يقوم بذلك دون اعتماد على أحد.

واستجاب الرجل لما طرح عليه، وبادر إلى إقامة معرض يعبر فيه عن كل ما قام به، ويري الجيل الجديد الأعمال التي قام بها رجل من رجال الفن في جيل سابق لجيلهم. وقد حشد لذلك كل ما جمعه خلال حياته من وثائق ومن مؤشرات على الأعمال الفنية التي قام بها، ونالت استحسان المتابعين لها. واتفق مع الهيئة التي ارتبط بها أكثر من غيرها في أعماله الفنية في التمثيل وفي غيره من الأمور المرتبطة به، وهذه الهيئة هي التي تضم جماعة مسرحية تحت اسم المسرح الكويتي. وقد خصص هذا المسرح صالة من صالاته لكي تكون مقرا يتيح له فرصة تقديم كل ما لديه من وثائق وصور دالة على تلك المسيرة الفنية التي سارها، وسيكون ذلك في مقر المسرح المذكور بالسالمية، كما سيكون موعد هذا المعرض ابتداء من مساء اليوم السادس والعشرين من الشهر الجاري إن شاء الله. وهكذا يكون أبوعيسى قد قام بما لم تقم به الجهات المعنية ويكفي المعجبين به أن يروا ما يدل على أعماله السابقة، ويتذكروا برؤياها طلته على المسرح أو على شاشة التلفزيون، إلى أن صار نموذجا حيا للمبطط الكبدي. وفقه الله إلى مزيد من النشاط.

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا