الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

هل تُقبل الكويت على «الاستمطار»؟

  • سيف الحموري - الكويت - السبت 7 مايو 2022 09:24 مساءً - خبراء بيئيون لـ «الأنباء»: استمطار السحب عملية مجدية لكنها مكلفة وتحتاج إلى الاستمرارية
  • حقن السحب بمواد عضوية لا تؤثر على البيئة كملح الطعام وايوديد الفضة لتحفيز المياه فيها فتسقط الأمطار
  • هناك بدائل لتلطيف الجو غير الاستمطار منها التشجير والري بالمياه المحلاة واستخدام الأسفلت الصديق للبيئة

دارين العلي

بدأت المملكة العربية السعودية مؤخرا خطة خمسية لاستمطار السحب، أسفرت عن تساقط كميات كبيرة من الأمطار على البلاد في مناطق محددة تم تنفيذ العملية فيها.

وتهدف المملكة التي سبقتها دولة الإمارات في تطبيق هذه التقنية إلى تلطيف الأجواء وتخفيف درجات الحرارة وزيادة كميات الأمطار التي تسهم بتقليل العواصف الترابية بالإضافة إلى الاستفادة منها في الزراعة.

فما هي عملية استمطار السحب؟ وهل هي مجدية وما مدى إمكانية تطبيقها في البلاد؟ وما هو تأثيرها بيئيا، أسئلة توجهت بها «الأنباء» إلى عدد من الخبراء البيئيين الذين أكدوا أن هذه العملية ليست جديدة ويتم اللجوء إليها لتحفيز الأمطار وخصوصا في البلاد التي تعاني من الشحوح إلا أنها بعيدة المنال على كثير من الدول كونها تقنية مرتفعة التكلفة بشكل كبير وتحتاج إلى الاستمرارية.

ماهية الاستمطار

الخبيرة بالعلوم البيئية د.فهيمة العوضي شرحت تفاصيل عملية استمطار السحب، مبينة أنها ليست جديدة وقد بدأت في دول الخليج منذ فترة في الإمارات تبعتها المملكة العربية السعودية التي بدأت مؤخرا ببرنامج لمدة 5 سنوات يستهدف زيادة كمية الأمطار في المناطق التي تعاني من شحوح بسبب طبيعتها الصحراوية.

ولفتت إلى انه يتم اللجوء إلى هذه العملية لزيادة المطر الذي من شأنه أن يقلل من درجات الحرارة والعواصف الترابية وتقليل نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، كما أن الدول الزراعية كالسعودية تستفيد من الأمطار في الري كون السعودية من الدول الكبرى في زراعة القمح.

وأوضحت أن هذه العملية تقوم على حقن السحب بمواد عضوية لا تؤثر على البيئة كملح الطعام وايوديد الفضة التي تحفز المياه في السحب فتسقط الأمطار.

ولفتت إلى أن هذه العملية تتطلب وجود ظروف مناخية معينة أولها توافر سحب ركامية منخفضة أي قريبة من الأرض ودرجات حرارة مناسبة وتوقيتات وأبعاد معينة لتحفيز السحب بما يسمى بالثلج الجاف الذي يسقط على اثره أمطار وكذلك ثلوج.

وحول ما إذا كانت هذه التقنية مجدية للكويت ويمكن تطبيقها، قالت بأنها مجدية للأوضاع المناخية والبيئية وليس للزراعة بل لمواجهة العواصف الغبارية التي باتت تهب كثيرا خصوصا مع انخفاض كميات الأمطار في الآونة الأخيرة، حيث انخفضت النسبة لأقل من واحد ملي في السنة.

وأوضحت أن انخفاض الأمطار في البلاد كونها دولة صحراوية ولا يوجد فيها جبال فالسحب تمر فوق الكويت وبفعل عامل الهواء تستمر في مسيرتها دون أن تمطر وبالتالي فإن استمطارها أمر مجد لرفع كمية الأمطار في البلاد.

واستطردت العوضي إلى انه ليس هناك من دراسات لتبيان تأثيرات هذه التقنية على المناخ على المدى الطويل لكنها مجدية على المدى القصير بشرط الاستمرار عبر برنامج زمني طويل نسبيا، فالسعودية مثلا بدأت بتطبيق هذه العملية عبر برنامج يستمر لمدة 5 سنوات بتكلفة تقريبية حوالي 6 مليارات ريال أي ما يوازي 500 مليون دينار كويتي، مشيرة إلى أن هذه التكلفة تشمل المواد وتقنيات إطلاقها في الجو، لافتة إلى أن من عوائق تطبيق هذه التقنية أنها مكلفة جدا ولا تتحملها أي دولة.

ولفتت إلى أن هناك أيضا بدائل أخرى لتلطيف الجو غير الاستمطار وهي بالتسوير والتشجير وسقي الماء ليس بالمطر بل بتحلية المياه واستخدام الأسفلت الصديق للبيئة المخفض للحرارة وهي تقنيات تعتبر اقل تكلفة من الاستمطار ويمكن أن تساهم بتلطيف الجو وتقليل درجات الحرارة بشكل كبير وكذلك العواصف الترابية.

الاستمطار الصديق للبيئة

بدوره، أكد الخبير البيئي د.رأفت ميساك أن الاستمطار الآمن والصديق للبيئة له فوائد مهمة على الصعيد البيئي إلا أن تأثيره على ظروف الطقس والدورة الهيدرولوجية والنظم البيئية وحسن الجوار يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والتجارب.

ولفت إلى أن هناك عددا من الدول قامت بهذه التجربة منها أميركا واستراليا وبعض الدول العربية كالسعودية والإمارات والمغرب.

وأوضح أن جميع هذه التجارب تعتبر خطوات على الطريق وتحتاج إلى وقت أطوال وأموال أكثر وتكنولوجيا متجددة لتحقيق الأهداف المرجوة منها سواء بيئيا او مناخيا.

أمنية قديمة

بدوره، قال الخبير البيئي والمستشار في الشؤون البيئية د.علي خريبط ان المطر الصناعي أمنية قديمة مقدم تاريخ الإنسان على الكرة الأرضية.

وقــــال ان الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) كانوا يقومون بطقوس حتى ينزل المطر عليهم، وفي جنوب افريقيا القديمة كانوا يعزلون اي ملك لا يستطيع ان ينزل المطر على مناطقهم، كما عرفت حضارات قديمة مثل الصين وروما كذلك طقوس لانزال المنزل.

وأوضح ان ذلك معناه ان لدى الانسان القديم امنيات وقدرات في التواصل مع الطبيعة لانزال المطر، وخصوصا في الاوقات التي لا ينزل فيها المطر في حينه أو يتأخر هطوله، والذي قد يؤدي إلى خسائر في الممتلكات والأرواح والمزروعات.

وقال انه ومع الثورة الصناعية وتطور العلم، كانت هناك أفكار سياسية وعسكرية وزراعية لانزال المطر. فمثلا اذا كانت هناك دولة كبرى تستطيع ان تنزل امطارا صناعية على دولة اخرى بالامكان ان تغرقها بالسيول وبالتالي تسيطر عليها عسكريا.

وأكد ان استخدام المطر في الاماكن الجافة والصحراوية ضرورة لحياة الانسان والنباتات، لذلك بدأ الانسان بدراسات علمية لانزال المطر.

ولفت الى ان فكرة انزال المطر من الناحية العلمية هي بسيطة جدا، فهي تعتمد على خلق غيوم مطرية، وبالامكان خلق مثل هذه الغيوم عن طريق أيودايد الفضة، وأويداد البوتاسيوم، والثلج الجاف، ورشها في مناطق عالية الارتفاع عن طريق طائرة أو طائرات، وهذه تستطيع ان تجذب جزيئات بخار الماء، والتي بدورها تشكل الغيوم المطرية.

واشار الى ان هذه الامطار الصناعية لها تكلفة ويتم تحقيق توازن ما بين التكلفة والفوائد وقد نحتاج يوما ما في الكويت ان نخلق امطارا صناعية، تحقق متطلبات قد تحتاجها مناطق معينة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا