سيف الحموري - الكويت - السبت 30 أبريل 2022 08:30 مساءً - محمد الدشيش
مع اقتراب عيد الفطر المبارك شهدت أسواق الكويت ارتفاعا ملموسا بأسعار ملابس الأطفال من الجنسين، حيث تشهد الأسواق حركة غير عادية في جميع المحافظات وإقبالا كبيرا على معظم محلات ملابس العيد للصغار والكبار، لكن الملاحظ أن الأسعار شهدت ارتفاعا جنونيا هذا العام وبنسب كبيرة جدا مقارنة بغيرها من السنوات السابقة، وللاطلاع على آراء المتسوقين والزبائن والبائعين حول هذا الأمر، قامت «الأنباء» بجولة لمتابعة حركة الأسواق ونسب الأسعار في عدد من أسواق بيع الملابس في منطقة الري حيث أكد جميع الزبائن الذين التقتهم «الأنباء» على الارتفاع الذي وصل في بعض الأصناف إلى أكثر من 100%، فيما أشار بعض الباعة إلى أن الارتفاع جاء بسبب ارتفاع تكاليف الشحن وإيجارات المحلات والأسواق وكذلك أجور اليد العاملة التي زادت مع زيادة الأسعار نظرا لغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، وفيما يلي التفاصيل:
بداية لقاءاتنا كانت مع أم ناصر التي جاءت لتشتري ملابس للأطفال، حيث قالت لـ«الأنباء»: لا نشتكي الا لله من هذه الأسعار الجنونية أنا أم لـ 9 أطفال جميعهم قصّر ويجب أن أشتري لهم جميع احتياجات ومستلزمات العيد خصوصا الملابس، هل تعلم انني لا اذهب الى محلات الماركات بل اذهب الى الأسواق الشعبية المعروفة بأن أسعارها مقبولة وفيها الكثير من العروض، لكن تخيل ان البدلة اللي كانت قبل كورونا بـ 25 دينارا سعرها وصل اليوم الى 75 دينارا، وكل شيء في الكويت ارتفع باستثناء شيء واحد فقط السندويشة ام 100 فلس هذه اللي ما رفعوا أسعارها.
وأضافت أم ناصر: نطالب المسؤولين وخصوصا وزارة التجارة والجهات الرقابية بمراقبة الأسعار والحد من الارتفاع الجنوني الذي شهدته الكويت في الآونة الأخيرة، و«اعتقد أنهم يبون يعوضون خسارتهم أثناء توقفهم خلال جائحة كورونا على حسابنا احنا المواطنين ومستغلين موسم العيد، ترى البضائع اللي عندهم صينية وليست ماركات معروفة، وعندي 9 اطفال يبي لهم 700 او 800 دينار وقبل عامين كان مبلغ الـ 300 دينار كاف وحتى البضاعة أحسن، وكلمتي حق التاجر اربح بالمعقول زيد 10% او 15% مو 100% على حساب المواطن والمستهلك».
بضاعة صينية
كذلك التقينا مع رهف التي قالت: «توني قاعدة أحدث امي عن اسعار السنة وليش غالية؟ الاسعار هذا العام مو معقولة التيشيرت اللي بـ 5 اليوم بـ15 والبنطال اللي بـ 5 صار بـ 15 حتى المكياج اللي كنا نشتريه بـ 3 او 3.5 اليوم بـ 12، حتى الاحذية وصل ارتفاعها الى 100%».
وزادت رهف: «والله لو في رقابة عليهم ما ارتفعت الاسعار بهذا الشكل، يعني تخيل سعر الحذاء المستورد من الصين يصل الى 20 دينارا بعدما كان 7 دنانير، حتى ملابس الاولاد اللي كنا نقول عنها أرخص من البنات، اليوم الغترة للأطفال اللي كانت تباع بـ 3 دنانير اليوم صارت بـ 7 والدشاديش اللي بـ 6 للطفل اليوم بـ 9 دنانير، وبصراحة باقوا من عندنا فرحة العيد بسبب هالأسعار واشياء وايد ماشريناها بسبب ارتفاع الأسعار، وترى كلها أسواق شعبية وبضائع من دول عربية او صينية المفروض تكون رخيصة، ولاحظ ان اصحاب المحلات موحدين اسعارهم وكأنهم جمعية ولا تقدر تكاسر ولا تقدر تخلي عيالك بدون ماتشتري لهم والخسران المواطن.
رقابة أكثر
والتقينا بأم عبدالله التي قالت بتعجب: «لا، ملابس العيد حدث ولا حرج، اسواقنا موسمية فالكل يستغلها ولا من رقيب عليهم خصوصا بالمحلات الشعبية، اعتقد ان سعر البدلة اللي بـ5 و10 بـ15 دينارا هذه انتهت قبل سنتين كانت كورونا وخسارتهم عالمية والتاجر لعبها صح يبي يطلعها من ظهور المواطنين 5 أولاد سابقا اكتفي بـ 200 واليوم 500 دينار مايكفوني، وكنا نقول اسعار الكويت معقولة ولكن اليوم كأنها اسعار الدول الاوروبية مع ان البضائع نفسها وما تغير مستواها ويمكن أول كانت أحسن».
وأشارت أم عبدالله إلى أن فرق الرقابة قد تكون في نوم عميق والمواطن جنّ من ارتفاع الاسعار الكبير، فكل شيء بالكويت يرتفع سعره يوما بعد يوم، المواد الغذائية وملابس الأطفال واذا سألنا ليش رفعتوا الاسعار؟ يتعذر بالمصدر والشحن بأنهم غاليين، وهذا سبب غير معقول اذا كان في ارتفاع يكون في ارتفاع طفيف ومعقول والعجيب ان السلعه اللي تلاقيها اليوم بـ 40 دينارا بعد انتهاء العيد يسوون عليها عروضا بنص السعر.
أسعار مو عادية
أيضا التقينا مع كنان، وقال: جئت لكي اشتري ملابس العيد ولكن تحولت الى الفرجة والله شي مو معقول اسعار العيد هذا العام انا مو جاي اشتري النوعية الفاخرة ولكن النوعية اللي تمشي الحال على ما يقولون كانت التيشيرت البنت بعمر 7 سنوات اذا كثرنا 10 دنانير اليوم بعشرين، والحذاء اللي كان بـ 5 دنانير اليوم بـ 13 دينارا وأكثر!، وقد بحثنا عن التنزيلات وما وجدنا أي شيء رخيص وبحثنا على العروض وكذلك لم نجد عروضا مناسبة، وشنو السبب؟ الله العالم ولكن قررت وانا اقولك بكل صراحه اشتري ارخص شي حتى لا يقولوا اطفالي ما شرينا بالعيد هذا قبل تقول محل عن محل او سوق عن سوق يختلف، ولكن الآن كلها موحدة ترى البضايع اللي اقولك عنها مو النوع الفاخر، هي من النوع العادي جدا ولكن أسعارها مو عادية، وكلمتي الأخيرة الى الاخوة في وزارة التجارة بأن يشددوا الرقابة على بعض التجار.
كل شيء مرتفع
أما خالد عبدالله فيقول: «هذا ثالث سوق احنا رحنا له كل شيء غالي الدشاديش اللي بالخياط كنت افصل 3 بـ 20 دينارا واليوم 30 دينارا، ورافض يفصل لي، والوالدة تقول عن ملابس خواتي وملابس الاطفال اللي بـ 10 صار بـ 23 دينارا واكثر! وحتى الملابس الداخلية رفعوا اسعارها اللي كانت معروفة شعبيا منو المسؤول عن ارتفاع هذه الاسعار؟ ومنو يحاسب اللي رفع السعر بهذا الشكل الكبير؟
وحقيقة أقول لكم إن بهجة العيد طارت، والسبب ارتفاع الأسعار، وطبعا الاسعار مو بس اليوم مرتفعة من عامين تقريبا بدأت ترتفع شيئا فشيئا المواد الغذائية مرتفعة بأنواعها واللحوم مرتفعة وكل شي مستهلك أصبح مرتفعا بالكويت وحتى مو ارتفاع عادي بل ارتفاعا يصل الى 100%».
وكلمتنا الاخيرة الى المسؤولين في وزارة التجارة ان يضعوا تسعيرة منطقية ومعقولة، وأي تاجر يرفع الاسعار زيادة متعمدة ومبالغ فيها ان يشرع قانون لمحاسبته على هذا الارتفاع.
أكسسوارات تقليدية
والتقينا بالطفلة أمينة التي قالت لـ «الأنباء»: كنا جايين نشتري كل واحد 3 بدلات نفس كل عيد، ولكن بسبب الارتفاع امي قررت نكتفي ببدلة واحدة والسبب ارتفاع الأسعار والصراحة مو معقولة من عيد الى عيد يرتفع الشي 100% «البليزرات» اسعارها مرتفعة والبنطلونات وحتى العبايات! واكثر الزباين اكتفوا فيه بسلعة وحدة وبعضهم ماشتروا، حتى الاكسسوارات التقليدية اليوم سعرها مرتفع أكثر من دينارين الى 4 دنانير، وصراحة هذا العام الارتفاع بالأسعار جنوني لم تشهده الكويت من قبل.
استغلال الناس
أما ام طلال الخالدي فقالت: هذا ثالث سوق اتسوق فيه رحت اسواق الفروانية واسواق السالمية، والآن انا في اسواق الري وقلت اشوف يمكن احصل ارخص ولكن لم اجد اي شيء رخيص واغلبهم نفس البضائع ونفس الصناعة، والأسعار مرتفعة.
وزادت: ان بدلات الاولاد ارخص من بدلات البنات كما هو معتادين عليه وكان سعرها 12 دينارا مع «الجوتي» واليوم وصل لبس الولد الى 25 دينارا واكثر، وترى هذه الاسعار مو ارتفاع عالمي ولا بسبب ايجارات لا والله هو استغلال الناس بالعيد ولو تجي لنفس الاسواق بعد العيد نفس البضائع راح تحصل اسعارها اقل من نص القيمة الحالية، وجميع الاسواق في دول العالم توجد لديهم رقابة على الاسعار الا بالكويت لا توجد رقابة وحتى لو كانت الرقابة موجودة ولكنها لا تفعل، والتاجر يقدر يحط السعر اللي يبيه من غير اي مراقبة.
إجراءات مشددة
والتقينا كذلك مع ام غانم الزعبي، وقالت: الاسعار غير طبيعية وغير معقولة، وهذا اكثر عام ترتفع فيه الاسعار بهذا الشكل وتصدق ان الحجاب اللي كنت اشتريه بالسابق بدينارين اليوم من نفس المحل ونفس البائع يقول بأربعة دنانير، وهذا غير ارتفاع اسعار الاحذية وارتفاع ملابس الاطفال للاولاد والبنات ترى البائعين والتجار واغلبهم من جنسيات عربية واسيوية يحسبون ان جميع الكويتيين اصحاب ملايين، مشيرة إلى أنه بسبب «كورونا» خلال العامين السابقين وإغلاق الاسواق تكدست عندهم البضائع بالمخازن والمحلات وبعد انتهاء هذا الوباء اخرجوها لنا من جديد وتضاعف السعر علينا 3 مرات.
قلة البضائع
وآخر من التقينا فيهم كان احد البائعين في أحد متاجر ملابس الاطفال وهو حسين عبدالله الذي قال لـ «الأنباء»: أنا لا انكر ان هناك ارتفاعا بالأسعار هذا العام ولكن لعدة اسباب، ومنها قلة البضائع وارتفاع اسعارها بالمصانع وارتفاع أجور الشحن والايجارات، كل هذا تسبب بارتفاع الاسعار ونحاول قدر المستطاع ان الاسعار تكون معقولة حتى نبيع اكثر عدد من البضائع والملابس واكثر شيء ملابس الاطفال والبنات وهذه اسعارها من قبل العيد مرتفعة، ولا نستغل موسم العيد وترى ارتفاع الأسعار ليس بالكويت فقط بل هو عالميا، وبالعكس نحن نتمنى ان تكون الاسعار رخيصة وبمتناول الجميع حتى نستطيع ان نبيع اكثر واكثر.
وعند سؤال «الأنباء» عن وجود عزوف من الزبائن بسبب ارتفاع الاسعار، قال حسن: انا اعمل في هذا المتجر منذ 10 سنوات وما في عزوف بالشكل الملحوظ، ولكن لاحظنا شيئا واحدا ان الزبون صار يكتفي بقطعة او اثنتين وسابقا كان يأخذ 3 او 4 قطع، وعن البضائع الموجودة عندكم قال من الصين ودول عديدة عربية وآسيوية، وهذه مرتفعة حتى بالبلد الذي تستورد منه، وهناك وملابس حافظت على اسعارها منذ عامين ولكن الزين غالي في كل مكان، وبعض الزبائن يختارون الـ «ماستر كواليتي» وحقائب من الدرجة الاولى وهذه اسعارها غالية، وكلمتي الاخيرة: كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك.