صنعاء - عبدالجليل فارس - بعد مرور عشر سنوات على عرضها الأول، تعود مسرحية "Venus" إلى خشبة المسرح من جديد، حاملةً معها وهجها الأول وجرأتها، من خلال أداء ثنائي إستثنائي، يجمع الممثلة ريتا حايك والممثل بديع أبو شقرا.
العمل هو اقتباس لبناني جريء عن نص الكاتب الأميركي ديفيد آيفز "Venus in Fur"، أخرجه جاك مارون، ويغوص في لعبة معقدة من التوترات النفسية، بين مخرج يبحث عن ممثلة لدور نسائي جريء، وامرأة تظهر لتقلب الموازين، فتتحول جلسة الاختبار إلى مواجهة، بين القوة والرغبة والتمثيل والواقع.
قدمت ريتا حايك في هذا العمل، أداءً ملفتاً إتسم بالقوة والجرأة، كاشفاً عن طيف واسع من الانفعالات والتناقضات، جعل منها محوراً مشتعلاً للتوتر الدرامي في كل مشهد.
ومع إنطلاق العرض الجديد للمسرحية الليلة على مسرح مونو، كان لموقع "الفن" هذا الحوار الشيّق مع ريتا حايك.

ما سبب إختياركم إعادة عرض "Venus" في هذا الوقت بالتحديد؟

مرّت على العرض الأول لهذه المسرحية 10 أعوام، وإعادة عرضها في الوقت الحالي، هو للإحتفال بالذكرى السنوية العاشرة على عرضها الأول، بالإضافة إلى أن كثيرين يطالبوننا بإعادة عرضها، خصوصاً وأنها عمل خالد مناسب للعرض في أي وقت، حتى لو بعد 20 عاماً. بما أن نجاح المسرحية كان كبيراً جداً، إذ قدمنا أكثر من 100 عرض كامل، وحتى في باريس، وكانت أصداؤها رائعة، ومع كل النضج الذي وصلنا إليه بديع وأنا، وكل ما مررنا به في تلك الفترة بسبب "Venus"، نعيد عرضها الآن.
مسرحية "Venus" تعني لي كثيراً، خصوصاً أنها محطة كبيرة ومهمة وأساسية في حياتي، وبسببها، وبطريقة غير مباشرة، تعرفت على زوجي، وقررت أن أحصل على وشم كلمة "Venus" على يدي.

نشهد تطوراً سريعاً وكبيراً في السينما والمسلسلات، ماذا عن المسرح؟

التطور الكبير هو للتلفزيون، خصوصاً أن الناس أصبحوا يشاهدون الأفلام السينمائية في منازلهم، ولكن الذي يحدث حالياً في لبنان، هو حركة مسرحية لم تكن لدينا سابقاً، وهذا أمر جميل جداً، فالمسارح كلها مليئة بالمسرحيات والعروض والجمهور، وأحد الأسباب هو أن الناس يريدون أن يهربوا من الواقع بطريقة غير تقليدية، بعيداً عن شاشات التلفزة، وذلك بسبب كل شيء سلبي مرّ في البلد ولا زال يمرّ به، فالمنفذ الوحيد لهذا الهروب هو المسرح.

وصف كثيرون عدداً من إطلالاتكِ في بعض مسرحياتكِ بالجريئة، ما تعليقك؟

عملي كفنانة وممثلة، في السينما والمسرح والأعمال التي أقدمها، هو أن أتخطى الحدود، وأكسر الـ"Taboo" في المجتمع، بهدف جعل الإنسان الذي يشاهد أعمالي، يخرج من قوقعته، ويذهب إلى مكان ما لا يذهب إليه عادة، بعيداً عن عمله وبيته.

ما سبب غيابكِ عن مسلسلات شهر رمضان منذ سنوات، وهل تابعتِ أياً من الأعمال التي عرضت؟

أردت الإبتعاد عن الأعمال التلفزيونية والمسلسلات، وآخر عمل تلفزيوني قدمته كان مسلسل "بارانويا" مع شركة الصبّاح.
أحببت مسلسل "بالدم" كثيراً، وتواصلت مع كل طاقم العمل، وعبرت لهم عن إعجابي بالمسلسل، كما تابعت مسلسل "البطل" للمخرج الليث حجو لأنني أحب أعماله، ولكن للأسف لم أستطع أن أتابع أي مسلسلات أخرى.

شاركتِ في فيلم باللغة الفرنسية، هل فكرتِ يوماً بترك لبنان، وبدء مسيرة تمثيلية في الخارج؟

مثلت في فيلم "Les Barbares" أو "البرابرة"، للمخرجة الفرنسية الأميركية العالمية جولي دلبي، وسيتم إطلاق الفيلم في لبنان في 28 نيسان في كل صالات العرض، وأنا أفتخر كثيراً بمشاركتي في هذا الفيلم، وبأن يعرض في لبنان، لأنني ممثلة لبنانية تشارك في فيلم فرنسي عالمي.
لست مضطرة إلى أن أترك لبنان للمشاركة الأعمال الأجنبية، فأنا حالياً أقيم في لبنان، ولدي مدير أعمال في فرنسا يمَكنني من الحصول على عروض أعمال هناكـ والمشاركة في أعمال فرنسية، أو قبرصية كما فعلنا في فيلم "إيمان" ستفاني عطالله وأنا، بالإضافة إلى مشاركاتي مع المخرج الفرنسي ماثيو هاغ في أفلام قصيرة، وقد ربحنا جوائز عالمية عديدة، وكل ذلك تم خلال إقامتي في لبنان.

يتساءل الجمهور حالياً عن سبب رفضكِ دوراً في مسلسل "آسر"، هل السبب هو إختلاف على الأجر، أو على طريقة العمل، مع العلم أن الأعمال المعربة تحقق نجاحاً كبيراً؟

في الحقيقة ليس هناك أي خلاف بيننا، ولكن طريقة العمل لا تناسبني، والتي تتطلب الإبتعاد عن لبنان والعمل في الخارج، والتصوير لساعات طويلة، ولم يحصل تفاهم بيني وبين المخرجة في ذلك الوقت، وقد إعتذرت عن المشاركة في المسلسل في الوقت المناسب، كي أعطي فرصة لغيري بالمشاركة فيه قبل فوات الأوان.
هدفي في مجال التمثيل ليس الشهرة والمتابعين، ولذلك لدي الخيارات التي آخذها حالياً بين السينما والمسرح محلياً وعالمياً، والمهرجانات التي أشارك فيها، كما لدي أولويات مختلفة، وأستطيع أن أحقق ذاتي من خلال الأشياء التي أحبها.

هل هناك أعمال جديدة تحضرين لها بعد إنتهائكِ من عرض مسرحية "Venus"؟

هناك دائماً مشاريع وأعمال قيد التحضير، بالإضافة إلى جولة لـ"Venus" في كندا ودبي، وسنشارك الجمهور بكل ما هو جديد في الوقت المناسب.