انت الان تتابع خبر عن شاهد .. خاص - زينة دكاش : هذا هدفي من مسرحية " اللي شبكنا يخلصنا " .. ولذلك أطلت ماغي فرح في العمل ونترككم الان مع اهم التفاصيل
صنعاء - عبدالجليل فارس - تعرض مسرحية "اللي شبكنا يخلصنا"، على مسرح مونو، تمثيل زينة دكاش، سام غزال، وجوزيف جول (يوسف شنكر)، بالإشتراك مع سينتيا كرم، كتابة وإخراج زينة دكاش التي قدمت نموذجاً مسرحياً علاجياً شيقاً وممتعاً، ضم عدة عناصر، أبرزها السيرة الذاتية لـ زينة دكاش، ورسائل مباشرة بإتجاه التوعية والتحفيز نحو خيارات أفضل.
وتزامن يوم إفتتاح المسرحية مع عيد ميلاد زينة دكاش، فإحتفلت به مع عائلتها وفريق العمل والجمهور.
مسرح أوتوبيوغرافي
وصفت زينة دكاش العمل بالمسرح الأوتوبيوغرافي، والأدوات التي تضمنتها المسرحية هي خيار شخصي، وظفتها لإيصال الفكرة، فتطرقت إلى سيرتها الذاتية التي بدأت بالعمل في السجون كمعالجة نفسية، وتابعت بعزم وإصرار على تعديل القوانين المحقة للمساجين. وكشفت علاقتها بوالدتها، في فترة مرضها قبل أن تتوفى. تمكنت زينة دكاش من تحريك مشاعر المشاهدين، تارة بمواقف كوميدية، وتارة أخرى بمواقف تراجيدية، تخللها الصدق والجرأة والعفوية. قاربت هموم المرأة بشكل عام، التي تهتم بوالديها وعائلتها، وموضوع المرأة التي لا تستطيع إعطاء جنسيتها إلى أولادها، وهي تعاني من هذه المشكلة. روت على طريقتها الخاصة، تجربتها في السجون، التي دامت سنوات طويلة، والخبرة التي إكتسبتها.
الممثلون
تضمنت المسرحية رسائل في عدة إتجاهات، وإختتمت بالطائرات الورقية، التي ألقيت على المسرح، والتي تحفّز الجمهور على التحرر من الماضي، والبحث عن آفاق جديدة. روى يوسف شنكر، تجربته في السجن، حيث بقي مسجوناً لمدة ثلاثين عاماً، وهو من أم لبنانية وأب فلسطيني، ونال الحرية بعد تعديل القانون، الذي تابعت زينة دكاش تفاصيله. أما سام غزال، فقد أضحك الناس بلهجته الشمالية الطريفة.
موقع الفن إلتقى زينة دكاش، المعالجة النفسية والممثلة والكاتبة والمخرجة، وكان هذا الحوار.
هل مسرحية "اللي شبكنا يخلصنا"، هي تتويج لمرحلة من حياتك؟
شعورك جميل، ولم يتنبه أحد إلى هذا الأمر. لم يكن الهدف أن أروي قصتي، بل تحريك الوعي لدى المشاهدين، ودعوتهم إلى الإنطلاق من جديد. كان الإنطلاق من تجربتي الشخصية، لأدفع الناس للعودة إلى ذواتهم، ولتشجعيهم على الخروج من السجن الكبير، أقصد مشاكلهم وصعوباتهم.
كيف تصفين عودتكِ إلى المسرح؟
لم أتوقف كلياً عن التمثيل، ولم أشعر يوماً أني إبتعدت عن المسرح، لكن لم تسنح الفرصة للناس لمشاهدة أعمالي، كما أطلقت فيلم "السجناء الزرق" منذ ثلاث سنوات.
هل حققتِ أهدافكِ، أم هناك ساحات نضال جديدة؟
دخولي إلى السجون كان هدفه علاجاً نفسياً للسجناء، عن طريق المسرح، والذي يندرج ضمن تخصصي. أسست المركز اللبناني للعلاج بالدراما Catharsis، ثم توجهت إلى السجن، وقدمت برنامجي خلال 13 عاماً، وأصبح لدينا مساحة علاجية مع السجناء، وكنت كل سنتين أو ثلاث، أنتج عملاً مسرحياً، وكان السجناء يكشفون قصصهم الشخصية للناس. أنتجت ثلاثة أفلام جالت في العالم، ونالت جوائز، وإستخدمت في الجامعات لتعزيز الوعي في المدارس. بالطبع ما زالت هناك العديد من ساحات النضال، لكنها بحاجة إلى دولة، وحين تصبح الدولة جاهزة، سأعود بالطبع لإستكمال ما بدأته، لاسيما أن هناك الكثير من الأشياء، التي يجب تحقيقها و"إيد وحدة ما بتزقف".
ماذا عن المثلث الدرامي الذي أطلقتهِ على مواقع التواصل الإجتماعي؟
بدأت بالبودكاست منذ حوالى الشهرين، وبما أنني معالجة نفسية، يُطلب مني أن أثير هذه المواضيع، وحين بدأت بنشر الفيديوهات، لاقت إقبالا كبيراً في لبنان وكندا، ولمست رغبة الناس في التعبير، لاسيما بالنسبة للمثلث الدرامي، الذي يضم شرحاً مفصلاً لحالات يعاني منها البعض، وقد أطلقت عليها ثلاثة عناوين، وهي المضطهد والضحية والمنقذ.
كيف تصفين تفاعل الناس مع المسرحية؟
تفاعل الناس كبير، وكشف معظمهم أنني أقارب مواضيع يعانون منها، وتعبر عن حالتهم، وعلق البعض على حرمان الأم من إعطاء جنسيتها إلى إبنتها، مثل حالتي تماماً، وعلى وضع المرأة التي تحمل هموم والديها وعائلتها.
هل ترددتِ في إظهار الجانب العاطفي، لاسيما أن الناس يعلمون أنكِ إمرأة قوية؟
لم أتردد أبداً، والسبب بسيط، وهو أنني معالجة نفسية، وعليّ أن أشجع الناس على التعبير عن مشاعرهم، نحن بشر.
ظهور الإعلامية وعالمة الفلك ماغي فرح في المسرحية، كان مفاجئاً للحضور، كيف تعلقين على ذلك؟
أحب كثيراً السيدة ماغي فرح، وتجمعنا صداقة، وقد إعتمد عليها الجميع في فترة الحرب، وعلى تحليلاتها السياسية والأمنية، ولم يبقَ أمام اللبنانيين سوى علم الفلك، وأنا اؤمن بالأبراج من الناحية العلمية.
ما هي الآفاق التي قدمتها المسرحية إلى يوسف شنكر؟
يوسف لا يرمز إلى نفسه فقط، بل إلى كل شخص في السجن، وإلى أن الإنسان يرتكب أخطاء، وعليه أن يدفع الثمن، والهدف الأبعد من مشاركته هو كل السجناء، وقد حصد يوسف محبة وثقة الناس.
ماذا عن مشهد الطائرات الورقية في ختام المسرحية؟
المغزى منه هو أن الوقت قد حان ليتحرر كل إنسان من الماضي، ويسلمه إلى الرب، وإلى الذين سبقونا إلى السماء، ولينطلق من جديد.