باسل النجار = الرياض في الأحد 5 يناير 2025 09:45 مساءً - ” لا يعتمد على واحدة من “الثيمات” أو الموضوعات الرائجة في سوق الدراما مثل قصص الجريمة أو الرعب أو الانتقام، بل حتى إنه لا يرفع شعار الرومانسية، فإنه حافظ على بريقه وحقق نسب مشاهدة عالية مع عرض الجزء الثالت منه على منصة “شاهد”.
نجح العمل في جزأيه السابقين نجاحًا لافتًا نتيجة الطابع الإنساني للقصة التي تحكي معاناة أب مع ابنته، التي لا تعرف هوية والدها وتظن أنه مجرد مقرب من العائلة، فيما يتمزق هو بين الرغبة في الإعلان عن الحقيقة وبين حرصه على مصلحتها العامة.
وتفاعل الجمهور مع الخط الرومانسي الذي جمع بين أكثر من ثنائي مثل طه دسوقي ورنا رئيس كمعبرين عن جيل الشباب، وماجد الكدواني ونور كمعبرين عن جيل أكبر في السن.
وفي الجزء الثالث، حافظ المسلسل على تلك “المسحة الكوميدية” التي قامت على مفارقات درامية، منها “الأداء العاطفي” المبالغ فيه من جانب سما إبراهيم التي جسدت شخصية عمة رنا رئيس الملهوفة على ابنة شقيقها، وحالة “المراهقة المتأخرة” التي انتابت زوجها محمد رضوان، فضلًا عن “المحاولات الفاشلة” لاقتحام مجال التمثيل والنجومية من جانب طه دسوقي.
وكان لا بد للجزء الثالث من أزمة درامية تكون محور الأحداث وتتفرع عنها خيوط جانبية، وهو ما حدث بانضمام رانيا يوسف إلى فريق التمثيل لتجسد شخصية “عبلة”، التي تقع في حب “إبراهيم” وتطارده في كل مكان لتبوح له بمشاعرها وتفصح علنًا عن رغبتها في الزواج به.
أخبار ذات علاقة
وكما سبق أن أظهر ماجد الكدواني تميزًا لافتًا في تقمص شخصية “إبراهيم”، الأب الأرمل، الذي اكتشف بعد عشرين سنة أن له ابنة، ثم يصاب بورم في المخ بات يعاني معه من فقدان ذاكرة جزئي، يتألق الكدواني في هذا الجزء عبر أداء يجمع بين البساطة والعفوية والمشاعر الإنسانية دون مبالغة، مع امتلاك قدرة مدهشة على الدعابة دون افتعال.
يرفض “إبراهيم” سياسة الترهيب والترغيب التي تتبعها معه “عبلة” حتى عندما تهدده صراحة بطرده من الشقة التي يقطن بها، ما يضفي على الأحداث مزيدًا من التوتر والتشويق.
واكتسب العمل مزيدًا من الطابع الإنساني المؤثر لدى الجمهور بسبب وفاة الفنانة لبنى محمود، التي سبق أن ظهرت في المسلسل في دور والدة ماجدة الكدواني، وأهدى صناع العمل الحلقة الأولى من الجزء الثالث إلى روح الفنانة الراحلة، فقد ظهرت صورتها في نهاية الحلقة مع تعليق “إهداء إلى أمّنا الغالية الفنانة القديرة لبنى محمود”.
