الاثنين 2 يناير 2023 06:53 مساءً - الخرطوم 2-1-2023(سونا) احتفل مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة في منتداه الدوري بمقره بضاحية الجريف غرب بذكرى عيد الاستقلال المجيد، وذلك تحت عنوان " الاستقلال أحداث وانطباعات "، تحدث فيه الأستاذ عبد الله آدم خاطر، فيما أدار الجلسة الأستاذة مواهب إبراهيم وذلك وسط حضور رواد المنتدى والمهتمين.
وتجول الأستاذ عبد الله آدم خاطر في عدد من المحطات والمحاور الداعمة لعملية استقلال السودان المجيد، وقال إن هنالك مجموعة من الأدوار تكاملت من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة باعتبارها حدثا تاريخيا متجددا عبر الزمان والمكان، وذهب إلى القول بأن النضال كان مستمراً في كل المحاور والجبهات، وفي كافة أنحاء السودان، وكشف آدم خاطر بأنه شهد وهو في صغره زيارة الزعيم إسماعيل الأزهري إلى منطقة كبكابية، واستقبال أهالي هذه المنطقة له، ووصفها بأنها لحظات تاريخية ظلت باقية في الذاكرة إلى اليوم، وأن استقلال السودان تم أولاً من داخل البرلمان في يوم 19 ديسمبر سنة 1955م.
ثم أعلن رسميا برفع العلم السوداني في العام 1956م، ويرى أن هنالك علاقات متجاورة ومتحاورة تمت في عدد من المدن السودانية كانت كلها تسعى وتناضل من أجل الاستقلال، خاصة في مدينة عطبرة حيث كان النضال حامياً و قوياً، ثم انتقل هذا النضال إلى مدينة كسلا، ثم إلى مدينة الفاشر والتي جاءت بشكل عاصف في العام 1952م، فتم حرق العلم البريطاني، وأكد الأستاذ عبد الله آدم خاطر أن الحركة الوطنية في ذلك الوقت كانت متماسكة ومترابطة حتى في جنوب السودان مشيراً إلى " مؤتمر جوبا ".
وقال أن هذا الترابط جاء بشكل خدم قضية استقلال السودان، وهي لحظة اتفقت فيها الحكومة والمعارضة في أن يتم رفع علم السودان من داخل البرلمان، وأوضح أن الاستقلال هو عملية تراكمية وطويلة بدأها الشعب السوداني الذي كان ضد الظلم مع الشوق إلى المعرفة والاستقلال من الحكم البريطاني، وذكر أن قبل هذا الاستقلال جاءت الثورة المهدية التي شارك فيها كل أطياف الشعب السوداني. وذهب الأستاذ عبد الله آدم خاطر إلى أن هنالك عددا من الشخصيات والرموز الوطنية وثقت لهذا الحدث الكبير من بينهم الشاعر أحمد محمد صالح، والسريرة التي صممت علم السودان، والجاك بخيت الذي قام برفع العلم، ويرى أن هذه الأحداث لها قيمة تاريخية ومعنوية كبيرة، هذا إلى جانب الأناشيد الوطنية التي ظل يقدمها الشعب السوداني ويتوارثها جيلاً بعد جيل، والآن بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام البشير وتم الانتقال إلى الديمقراطية، وقال إن هذه الثورة شهدتها المدن السودانية التي كانت تتسارع فيها الأحداث والتفت وتوحدت فيها القلوب على حب الوطن.
وأكد أنه "رغم النكبات التي مر بها السودان سوف تظل القلوب تلتقي في حب السودان، وهذه الثورة هي آخر استكمال لعمليات النضال، وهي آخر الاحداث التي قدمت الكثير من الضحايا الشباب"، وأضاف "أننا نتطلع أن تكون هنالك عدالة حقيقية ترضي جميع الأطراف المتضررة باعتبار أن هذه الثورة تمثل القمة الأعلى والتي كفلت العديد من المبادي الدستورية المشروعة للجميع، من بينها تطبيق مبدأ الديمقراطية، وتطبيق الفيدرالية بحيث نجعل من التنوع وحدة جاذبة، وبالتالي يؤدي هذا التنوع إلى مزيد من التلاحم والتكاتف، أضافة إلى سيادة حكم القانون، هذا إلى جانب حق المواطنة، وكذلك التنمية المستدامة، وشدد الأستاذ عبد الله آدم خاطر على الافتخار بهذه الثورة باعتبارها النموذج الأفضل على مستوى الوطن العربي، وهي امتداد للثورات السابقة، داعيا إلى تطوير تجربة الاستقلال والنظر إلى المستقبل، وذلك من أجل الاستقرار والبناء والتعمير وتطبيق جميع المبادي التي وردت في الوثيقة الدستورية. وفي السياق ذاته طرح عدد من الحضور مجموعة من المداخلات التي زادت من ثراء ما قدمه الأستاذ عبد الله آدم خاطر من انطباعات حول استقلال السودان، فطرح الأستاذ أحمد يس أحمد مجموعة من الأسئلة من بيها كيفية المحافظة على استقلال السودان. ومن جهة أخرى يرى الدكتور راشد دياب في كلمته أن استقلال السودان كان حدثاً معنوياً وسياسياً من الطراز الأول، ولكنه أغفل فيه الجانب الثقافي تماماً، وقال إن ابتعاد العنصر الثقافي وابتعاده من المشهد السياسي أدى إلى فشل النخبة السياسية في قيادة الدولة، وبالتالي قاد هذا إلى الفشل الاقتصادي، وشدد الدكتور راشد في هذه المرحلة على ضرورة اختراق العقلية السودانية المتمردة على الواقع وطالب بحلول جديدة ومتكاملة تشارك فيها كل الأطراف السياسية، مع استصحاب للمكونات الثقافية والفنية. وختم الأمسية الفنان المطرب أحمد البحراوي فقدم عددا من الأغنيات الوطنية التي تفاعل معها الجمهور