
الأحد 6 نوفمبر 2022 02:03 مساءً - 6-11-2022(سونا) -تقرير - فاطمة عبدالوهاب- اختتمت القمة العربية دورتها الحادية والثلاثين بالجزائر بعد تأجيلها لعدة مرات ولعدة أسباب ، خاطبها رؤساء ووزراء خارجيات مجموعة الدول العربية وعدد من ممثلي منظمات دولية و اقليمية . و خرج اعلان الجزائر ببيان ختامي تناول عدة قضايا تشغل العالم والعالم العربي كالتغيرات الطارئة و الأزمات الاقتصادية والسياسية. رفعت القمة شعار (لم الشمل ) ودعت الى ضرورة الحفاظ على وحدة الدول العربية وسلامة أراضيها و سيادتها و التأكيد على وجوب المساهمة في إيجاد حلول لإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، ورفض التدخل الخارجي بجميع أشكاله والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية ،والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية وتقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها. وشغلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا من القمة وخرجت بتوصيات شددت على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية القدس المحتلة ومقدساته ،وهي القضية التي ما زالت تشغل العالم العربي ،ونشير في هذا الحيز لمواقف السودان ثابته إزاء القضية الفلسطينية ،حيث أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان في خطابه بالقمة موقف السودان الثابت تجاه القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. فيما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، إلى التضامن والتنسيق لنصرة فلسطين بشكل عملي حيث قال " علينا مضاعفة التضامن والتنسيق بيننا لنصرة الشعب الفلسطيني بصورة عملية وفاعلة وإقامة حوار جاد وبناء لتعزيز الشراكة الإفريقية العربية نحو آفاق أفضل" وأكد حرص الاتحاد على تنشيط التعاون من أجل نهضة جديدة كتلك التي نشطت طيلة الكفاح ضد الاستعمار وبناء الدولة المستقلة. ورحبت القمة بالتحركات والمبادرات الحميدة التي تقوم بها الدول العربية للحد من انتشار حركات الارهاب والتطرف الديني(الإسلاموفوبيا )وتخفيف حدة التوترات والعمل على ترقية قيم التسامح واحترام الآخر والحوار بين الاديان والثقافات والحضارات واعلاء قيم العيش معا في سلام .
و شددت القمة على ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله مؤكدة بذلك على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ،كما إجمعت القمة على توحيد الجهود للوصول لحل لأزمات السياسية التي تمر بها البلاد . وأشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي أن المجتمعات العربية تواجه اليوم تحديات صادمة تضر بشعوبها وتهدر طاقاتها على خلفية الوضع في ليبيا والسودان و الصومال منبها ان هذه التحديات تتطلب وثبه قوية وشجاعة. ورغم الأزمات التي يمر بها العالم العربي هناك انفراجاً يلوح في الأفق ويظهر جليا بالمناقشات التي تمت بالقمة والتي بدورها خرجت بأهمية مضاعفة الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤى شاملة والاتجاه لتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة إتحاد جمركي عربي ، فيما ثمنت القمة الجهود التي تقوم بها بعض الدول لإستدامة الاستثمارات. والتوصيات التي خرجت بها القمة العربية مهمة في سبيل الإحاطة وحل المشكلات التي تواجه العالم العربي سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي في ظل متغيرات مؤثرة تحيط بالعالم وخاصة العالم العربي منها قضايا الاقتصاد والبيئة والمتغيرات المناخية . وفي سياق متصل عن وحدة الأمن القومي العربي ، تطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمعضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية، ذاكرا قضية سد النهضة التي تنذر بعواقب وخيمة اذا ما تم تجاهلها ،و أكد عبدالفتاح السيسي على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي تنفيذاً للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طُرحت عبر العديد من جولات المفاوضات، والتي تؤمن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلاً، وتصون في الوقت ذاته حياة الشعبين المصري والسوداني. وثمنت القمة الجهود التي تقوم بها الدول العربية في معالجة التحديات التي تواجه البشرية مثل التغيرات المناخية ودعمت القمة جمهورية مصر العربية التي تستعد لاحتضان الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ وكذلك الإمارات التي ستحتضن الدورة 28 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الأممية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ وفي إطار دعم السلام والتنمية. وفي إطار الأمن الغذائي الذي بات هاجسا عالميا، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية رأت القمة أن يكون موقف الدول العربية هو الحياد تجاهها،وفي هذا الصدد اكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان إلتزام السودان بمبادرة الأمن الغذائي العربي وان السودان مفتوح للحكومات وقطاع الأعمال العربي وتأمل ان تتبنى القمة قرارات تحث منظمات الجامعة العربية لدعم مشروع الإكتفاء الذاتي للأمة العربية، وقال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق ، إن القمة العربية أجازت المبادرة العربية للأمن الغذائي والتي أعتبر السودان معنيا بتنفيذها لأهليته لذلك . وتناولت القمة الأوضاع الدولية وأكدت أن التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية سلطت الضوء على الاختلالات الهيكلية في آليات الحوكمة العالمية وعلى الحاجة الملحة لمعالجتها ضمن مقاربة تكفل التكافؤ والمساواة بين جميع الدول مع وضع حد لتهميش الدول النامية ،وأيضا على ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية بعد وباء كورونا والحرب في اوكرانيا والالتزام بمبدأ عدم الانحياز ونبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية.